روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | رمضانك عندنا.. مش عند ربنـا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > رمضانك عندنا.. مش عند ربنـا


  رمضانك عندنا.. مش عند ربنـا
     عدد مرات المشاهدة: 2257        عدد مرات الإرسال: 0

هل تؤمن بنظرية المؤامرة؟ إذا كنت ممن لا يؤمنون بنظرية المؤامرة، أدعوك للرد - وبموضوعية - على السؤال التالى: بماذا تفسر تكالب أهل الفن (بالمفهوم الشامل للكلمة) على رمضان؟ هل هناك أية علاقة بين ما يعد وما يحاك لرمضان وبين قدسية هذا الشهر فى نفس كل مسلم؟ هل يتوافق هذا التكالب مع عظمة ونقاء وطهارة هذا الشهر الكريم؟ ألا زلت لا تؤمن بنظرية المؤامرة؟ ألا يشكل هذا الوضع الغريب والمريب تحدٍ صارخ لإرادة المولى عز وجل من خلال اجتهاد أهل الفن لإبعاد أهل رمضان عن عبادة الرحمن فى شهر الغفران؟

بما أننا نعيش وهج الثورة والحرية، فاسمحوا لى بالقول بأننا إما مغيبون أو أننا مخدرون، وإلا فكيف قبلنا كمسلمين معتدلين بهذه المؤامرة، وهذا التحدى الصارخ لإرادة المولى عز وجل؟ إذا كان النظام البائد، وسياساته التدميرة لكل ما هو قيم فى مجتمعنا، قد أجبرنا على الرضوخ فى السابق، هل نواصل رحلة الرضوخ لهذا الابتزاز، وإشهار العصيان للرحمن فى شهر الغفران؟

أنا لست شيخاً أو متبحراً فى أمور الدين، ولكنى كمسلم معتدل (شأنى شأن ملايين الحائرين أمثالى)، أحاول أن أُحَكِم عقلى بل أُحَكِم المنطق البحت، وأجتهد لمحاولة معرفة العلاقة ما بين الإعداد على مدار العام من أجل تقديم شحنة مكثفة من المسلسلات والبرامج السفيهة، التى تأتى لنا غالباً بالسفهاء والراقصات، لكى نتعرف على عدد الزيجات الشرعية وعدد الزيجات العرفية...الخ؟ ولو عدنا بالذاكرة لرمضان الماضى، لتذكرنا أنه تم إنتاج وعرض 60 مسلسلاً، تكلفت أكثر من 1.5 مليار جنيه (فى مصر)، كان من بينها مسلسل عن حياة راقصة؟! وللأسف الشديد، بدأت الكثير من الدول العربية، التى أعماها الثراء والمال فى تقليدنا. فقد سننا سنة لرمضان، وسنحمل وزرها ووزر من سيعمل بها إلى يوم الدين!!

نحن نفعل كل هذا برمضان فى وقت كان سلفنا الصالح يُعِدون لرمضان قبله بستة أشهر، كانوا يدعون الله بأن يبلغهم رمضان.. ليس ليشاهدوا المسلسلات أو البرامج السفيهة أو متابعة آخر أخبار الممثلين والممثلات والراقصات أو لاعبى كرة القدم، ولكن كانوا يتشوقون لقدوم رمضان لشحن بطارياتهم بنور الإيمان. فإذا كان شهر شعبان هو الشهر الذى ترفع فيه الأعمال إلى الله، فإن رمضان هو الشهر الجديد فى الميزانية الجديدة، وما أجمل أن تبدأ هذه الميزانية بفائض من الروحانيات. جميل أن تبدأ العام ببطارية مشحونة بنور الإيمان، يعينك على إكمال الرحلة طوال العام. ولكن "أهل الفن ورجال الأعمال" أبوا أن يتركوا لنا الفرصة، فتقاطروا وأعدوا عدتهم وأشهروا أسلحتهم فى وجه رمضان ورب رمضان؟ أتمنى أن يخرج على أى منهم ويبرر أو يفسر لى سر هذا الانقضاض على رمضان؟

فأين عقولنا إذاً؟ بل أين إيماننا الحقيقى بالله؟ وكيف تركنا أنفسنا بهذا الشكل لنكون ألعوبة بيد فئة ليس لها من هم فى هذه الدنيا سوى هدم كل ما هو قيم وعظيم، إلا ما استثنى منهم؟

يا سادة، وحتى لا أُفهم خطأً، أنا لست ضد الفن إذا كان بناءً وقيماًَ، ولكنى ضد الاستخفاف بنا وبعقولنا وبقيمنا، بعد أن ربينا أجيالاً على فهم رمضان على أنه شهر لعرض غسيل أهل الفن. افعلوا هذا فى أى وقت آخر، ولكن – من فضلكم - ابتعدوا عن رمضان. عليكم أن تفهموا أن مصر تتغير وستشهد تغيراً كبيراً بعد ثورتها النقية، وإلا فإن تطرفكم هذا سيُقابل بتطرف مضاد. عليكم أن تعدوا العدة لاستراتيجية مختلفة، بحيث تراعى دين وقيم هذا البلد العظيم.

رسالة أخيرة أوجهها لرجال الأعمال وأصحاب المشروعات، "أيها السادة أنتم وقود هذه الحملة الشرسة على رمضان"، فلولا إعلاناتكم لما تم تكثيف هذه الحملة فى رمضان، ولما تداعت الفضائيات (البيزنس) على عباد الرحمن فى شهر الغفران. فأرجوكم، أجلوا تلك الحملات الإعلانية، ليتم عرضها مع برامج ومسلسلات أخرى فى أشهر أخرى غير رمضان. مؤكد أنكم لو فعلتم هذا، ستسهمون فى وأد تلك المؤامرة، وسيعود رمضان مرة أخرى ليكون شهراً للعبادة والتقرب إلى الله، وشحن القلوب بنور الإيمان، ليضىء لنا الطريق طوال العام. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

الكاتب: د. رضا عبد الســـــلام

المصدر: موقع اليوم السابع